انترنت الأشياء( IOT): ثورة تقنية تغزو العالم
ازداد التطور بشكل خيالي في العالم حيث أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة ليمتد هذا التطور الجنوني إلى ربط جميع أمور وأنظمة الحياة التقنية بالإنترنت تلقائياً دون أي تدخل بشري. إن إنترنت الأشياء ليس تطبيق أو موقع إلكتروني أو برنامج حاسوبي إنما فكرة شاملة لضم ودمج مجموعة من الأجهزة والشبكات والأنظمة سوياً لتقدم خدمة راقية ومؤثرة وفعالة وسهلة الوصول والتحكم.
إنترنت الأشياء أو ما يعرف ب IOT ..
هو نظام ربط متكامل مرن من الأجهزة المحوسبة والآلات الميكانيكية والرقمية والأشياء والحيوانات حيث يتم تزويدها بمعرفات فريدة (UDIs) حيث القدرة على نقل البيانات عبر الشبكة دون الحاجة إلى استخدام الإنسان للكمبيوتر لتشغيله أو لتفعيله.
يقول ماثيو إيفانز رئيس برنامج إنترنت الأشياء في TECHUK: " يتكون إنترنت الأشياء ببساطة من أجهزة مكونة من المستشعرات البسيطة إلى الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء متصلة ببعضها البعض".
توقع الخبراء أن بحلول عام 2020 ستبدأ الشركات في تحويل أنظمتها إلى أنظمة ذكية قائمة على استخدام انترنت الأشياء في الأعمال وبالفعل قامت بذلك، فالآن نحن في نهاية 2021 وفقد أصبحت الشركات ترتكز على انترنت الأشياء في مبانيها وأعمالها وذلك للعديد من الميزات التي يتميز بها إنترنت الأشياء ومنها:
- تحسين كفاءة العمل.
- تقديم خدمة عملاء فريدة وفهمها بشكل أفضل.
- تحسين صنع القرار.
- زيادة قيمة الأعمال.
إنترنت الأشياء.. في كل مكان وفي كل وقت..!
أصبحنا نصادف أجهزة إنترنت الأشياء في كل مكان حولنا حيث هناك مساعدين افتراضيين والكترونيات ذكية وأجهزة تعقب ويتم تتبع كل جهاز من أجهزة إنترنت الأشياء المعلومات باستمرار في الوقت المناسب ونقلها إلينا للمساعدة في جعل حياتنا أكثر أمانًا وكفاءة.
أكثر من 10 مليار جهاز ونظام تم توصيله بإنترنت الأشياء خلال الأعوام الماضية ويتوقع الخبراء أن يرتفع هذه الرقم الى 22 ملياراً بحلول عام 2025. ما الذي يجعل انترنت الاشياء بهذه الأهمية العظمى؟!!
- المرونة المطلقة والكفاءة العالية في ربط الأنظمة الرقمية ببعضها وتسهيل التحكم بها وذلك لدقة البيانات فيها.
- إمكانية الوصول إلى المزيد من بيانات الأنظمة الداخلية والمنتجات بسرعة فائقة والقدرة على إجراء التغييرات بسهولة.
- القدرة على استخلاص تغذية راجعة فورية لأداء الأجهزة واستبدال أي من مكونات الجهاز قبل أن يتسبب في تلفه دون تكبد أي عناء.
- سلاسة وسهولة الاتصال بين الأشخاص والعمليات والأشياء.
- التعاون الكبير بين العالم المادي والرقمي معاً.
ما هي التقنيات التي جعلت انترنت الاشياء في متناول الأيدي؟
في خضم التطورات المتزايدة في عالم إنترنت الأشياء والذي يجزم وجوده بشكل واقعي في عالم الأعمال، إلا أنه ما زال هناك أنظمة وتقنيات قد واكبت تطور هذا العالم الواسع و ساعدته ليصبح عملياً ومتاحاً للاستخدام والتحسين بسلاسة وتشمل:
- تقنية الاستشعار ذات التكلفة والطاقة المنخفضة حيث أدى لزيادة استخدام تقنية إنترنت الأشياء في المزيد من الشركات المصنعة
- تقنية الأنظمة السحابية التي أتاحت للشركات إمكانية الوصول إلى البنية التحتية لتطويرها وإعادة تحسينها دون الحاجة لإدارتها بشكل كامل.
- توصيل المستشعرات بالسحابة والأنظمة الأخرى ليتم نقل البيانات بكفاءة ودقة من خلال مجموعة من بروتوكولات الإنترنت.
- تعلم الآلة والتحليلات المختلفة مع كميات هائلة من البيانات المخزنة في السحابة.
- الذكاء الاصطناعي مثل المساعدين الرقميين Alexa, Cortana, Siri
يعد كل تطبيق لإنترنت الأشياء مميزًا بطريقته الخاصة، اعتمادًا على متطلبات كل عمل ونتائجه المتوقعة ومستويات إنترنت الأشياء ومهارات البيانات ونضج البنية التحتية للتكنولوجيا. وفي جميع الحالات هناك خمسة متطلبات أساسية لضمان نجاح تنفيذ إنترنت الأشياء بأعلى جودة وأقل تكلفة.
5 متطلبات يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من كل نظام يعمل بـ إنترنت الأشياء:
- الحوسبة والتحليلات المتطورة: يجب جمع البيانات بواسطة أجهزة الاستشعار وتحليلها في الوقت المناسب حيث أن ذلك يسمح بالاستجابة السريعة للتغيير المفاجئ الذي قد يحدث، مثل استجابة سيارة اوتوماتيك لكلب يندفع في طريقها، أو لتحديد عطل ما في جهاز.
- تحليل تدفق البيانات ومعالجتها: يجب أن تكون العمليات في مكانها الصحيح لجمع البيانات من مختلف الأجهزة والمستشعرات وتحويلها بشكل فوري لاستخدامها بواسطة المنصات التحليلية القائمة على السحابة.
- إدارة الجهاز: تضمن تسجيل الأجهزة وإدارتها وتأمينها وترقيتها بشكل صحيح ، وإخطار الموظفين والأنظمة في حال فشل الجهاز.
- التحليلات المتقدمة والمسار البطيء للبيانات: مع معالجة المسار البطيء يتم تحليل كميات كبيرة من البيانات بواسطة خوارزميات متقدمة وذلك بعد تخزين البيانات على نظام السحابة الأساسي.
- تكامل المؤسسة مع أنظمة الأعمال: يتيح التكامل مع تطبيقات الأعمال وأنظمة المؤسسات مشاركة البيانات الأولية ومعالجتها، بالإضافة إلى تسليم رؤية أجهزة إنترنت الأشياء إلى أنظمة المؤسسات وتلقي البيانات الوصفية المرجعية. حيث أن بنية إنترنت الأشياء تقدم مزايا مثل الكفاءات المحسّنة، وخفض التكاليف، وزيادة المبيعات، وزيادة رضا العملاء والقدرة على إنشاء أسواق جديدة وقيادتها.
أهم التطبيقات الذكية لإنترنت الأشياء:
- الساعة الذكية
تعتير الساعة الذكية هي أكثر أنواع الأجهزة اشيوعًا وانتشارًا بلا شك وذلك لسهولة ارتدائها والتعامل معها. بالإضافة إلى الأجهزة التي تماثلها في طبيعة العمل كأجهزة تتبع اللياقة البدنية والأنشطة وأجهزة مراقبة ضربات القلب.
- المنزل الذكي (سمارت هوم)
لطالما كان المنزل الذكي خيالياً لعشاق التكنولوجيا ولكنه أصبح الآن حقيقة واقعية. ويمكنك العثور على إصدارات ذكية من جميع الأجهزة المنزلية تقريبًا، من الغسالات إلى الثلاجات إلى مرايا خزانة الملابس والعديد من الأجهزة. حيث أنها لا تقتصر على إضافة ميزات تقنية لهذه الأجهزة بل ويمكن ربطها والتحكم بها عبر نقطة اتصال واحدة من خلال الذكاء الاصطناعي.
- توفير الطاقة و "الشبكة الذكية"
ساعدت هذه التقنية في تركيب عدادات كهرباء ذكية مع أجهزة استشعار مدمجة في أنظمة قائمة على إنترنت الأشياء لها القدرة على مراقبة تدفق الكهرباء والتحكم به بشكل أكثر فعالية شاملةً محطات الطاقة الصناعية حتى المربعات السكينة العامة. علاوة على ذلك، تحسين عمليات الصيانة والإصلاح من خلال اكتشاف الأخطاء وتحديدها بشكل أسرع وأكثر دقة.
ربط تطبيقات إنترنت الأشياء بدورة الحياة الكاملة للمبنى والذي يهدف لزيادة الإنتاجية والكفاءة مع تقليل التكاليف التشغيلية. وتشمل:
- التحكم الإلكتروني في الوصول إلى المبنى مع تتبع دخول وخروج الأفراد
- أجهزة استشعار متصلة بأنظمة تمديد الكهرباء والمياه لتتبع الاستخدام و الأعطال المحتملة
- أتمتة ومراقبة الأنظمة المختلفة ، مثل HVAC ، وأجهزة إنذار الدخان، والمصاعد، إلخ.
حيث يمكن استخدام هذه الأنظمة في كل من العقارات السكنية والتجارية ، مثل مراكز التسوق أو المباني الضخمة.
- المزرعة الذكية
لم يخطر ببالنا لمرة أنه يمكننا ربط كل أعمالنا الزراعية بنظام تقني متطور يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال. ومع ذلك، أصبح المزارعون يستخدمون بالفعل هذه التقنيات لمنحهم إمكانية الوصول إلى بيانات غير مسبوقة. أصبح بإمكانهم اكتشاف خصائص مختلفة للتربة من خلال أجهزة الاستشعار، مثل مستويات الرطوبة والحموضة وتوافر المغذيات. أصبحت هذه التقنية شائعة بالفعل لتساعد المزارعين على تحديد المحاصيل الأفضل للتربة. ويستطيع للمزارعين أيضًا الاستفادة من أجهزة إنترنت الأشياء الأخرى التي تشمل تتبع الأسطول وإدارة المخزون والمراقبة الميدانية وحتى مراقبة الثروة الحيوانية. الأمر الذي أدى لظهور نظام الزراعة الدقيقة ومفهوم المزرعة الذكية.
بالإضافة إلى العديد من التطبيقات الذكية في السيارات والمتاجر والعيادات الصحية.
إنترنت الأشياء يعتبر خارطة طريق النجاح لكل مؤسسة أو شركة تطمح لتكون رائدة في مجالها. حيث يجب على كل مؤسسة إجراء تقييم دقيق لاحتياجاتها والتخطيط بعناية لخارطة الطريق الخاصة بها لتقديم خدمات إنترنت الأشياء بشكل مرن و آمن وقابل للتطوير.