المدن المستدامة، التي يتم ربطها وتحسينها من خلال استخدام التكنولوجيا، ليست مجرد ظاهرة عالمية لا يمكن وقفها، بل هي أيضًا الحل الوحيد لاحتواء وتقليل التداعيات البيئية والاجتماعية والاقتصادية المقلقة التي سيحدثها التحضر على كوكبنا.
ينتقل أكثر من 180 ألف شخص كل يوم إلى مدينة للعيش فيها. وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن يصل عدد سكان العالم بحلول عام 2050 إلى 9 مليارات نسمة، سيعيش 70٪ منهم في المراكز الحضرية نظرًا لأن المدن الكبرى تستهلك بالفعل أكثر من 75٪ من إنتاج الطاقة في العالم وتولد 80٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG) ، فقد اختارت العديد من المدن التغيير بشكل استراتيجي وتحويل نفسها رقميًا استجابةً لبعض أكبر التحديات العالمية: النمو السكاني والتلوث، ندرة الموارد وإدارة المياه وكفاءة الطاقة.
وقد فعلوا ذلك من خلال التحول إلى مدن ذكية فهم يعتمدون على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والبيانات الضخمة لإدارة كل شيء بشكل فعال ومستدام من النقل إلى استخدام موارد الطاقة أو المياه والأماكن العامة والتواصل مع سكانها بهدف تقليل استهلاك الطاقة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وزيادة رفاهية سكانها.
وهنا سيتم ذكر أذكى خمس مدن في العالم: وفقًا لمؤشر Smart City Index فهذه هي المدن الخمس الأذكى والأكثر كفاءة على هذا الكوكب من حيث التنقل والصحة والسلامة والإنتاجية:
سنغافورة: تتصدر هذه المدينة المرتبة الأولى حيث تمكنت من تنفيذ بعض الإجراءات المتطورة مثل حلول ذكية للتحكم في حركة المرور مع نظام يسمح للسائقين بتوفير ما يصل إلى 60 ساعة في السنة، سيارات الأجرة "بدون سائق" ، كاميرات المراقبة الذكية لكشف النشاطات الإجرامية وبرنامجSmart Health ، وهو برنامج يتيح لجميع كبار السن الحصول على أجهزة خاصة تتيح الاستشارات الطبية في أي وقت.
لندن: قامت العاصمة البريطانية، وهي المدينة الأوروبية الوحيدة في المراكز الخمسة الأولى، بتجهيز جميع الشوارع في منطقة وستمنستر بأجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء، والتي تنبه المستخدمين من خلال تطبيق إلى توافر أماكن وقوف السيارات.
نيويورك: قام مركز الاقتصاد العالمي بتركيب أجهزة استشعار في إشارات المرور وفي الحافلات لتخفيف الازدحام المروري في بيج آبل.
سان فرانسيسكو: التنقل هو أكبر مشكلة تواجه مدينة البوابة الذهبية ومن أجل الحد من حركة المرور والتلوث، فقد اختاروا النقل الكهربائي المستقل.
شيكاغو: حولت أكثر من 500 جهاز استشعار هذه المدينة إلى منطقة ذكية فاستخدمت إشارات المرور وإضاءة الشوارع وحاويات القمامة كلها متصلة بالإنترنت.
كل هذه المدن هي مثال على التجديد، ولكن بالتوازي ظهرت عواصم ذكية جديدة بنسبة 100% كما هو الحال بالنسبة لمصدر (دبي) ، مدينة بيئية مستدامة تمامًا بدون سيارات هي أول مدينة تعتمد على الطاقة النظيفة والمتجددة في العالم؛ "دونغتان بالقرب من شنغهاي"، حيث يتم استخدام الطاقة المتجددة فقط وإعادة تدوير جميع النفايات المتولدة تقريبًا.
سيصل حجم نشاط المدن الذكية إلى ما يقرب من 1.5 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم، هذا الرقم هو علامة لا لبس فيها على أن الاستثمار والالتزام بهذا النوع من البيئة الحضرية سيستمران في النمو بشكل كبير خلال السنوات القادمة.